(رحلة وحوار) الأديبة الدكتورة شهلاء عبدالكريم الكاظمي إمرأة الصمود وملكة الشجن الحزين حاورها صبري السعدي

 

(رحلة وحوار)

الأديبة الدكتورة شهلاء عبدالكريم الكاظمي

إمرأة الصمود

وملكة الشجن الحزين

                                حاورها

 صبري السعدي

...كما عودناكم أحبتي القراء أن نسافر معا الى مدينة وبقعة من بقاع العالم فمرة نحط رحالنا في مدن وطننا العربي ومرة نحط الرحال بمدينة خارج الوطن لنلتقي ونحاور مبدع أو مبدعة وكل هذه النعم بترحالنا من الله سبحانه وتعالى الذي أنعم علينا بها بعد ان كانت صعبة المنال بسبب الحدود والفيزا وإجراءآت حالت بيننا وبين من نتمنى لقائهم فجاء الأنترنت ليحملنا على بساط الريح ونعبر كل الحدود بدون أن يتعرضنا حارس حدود ولا من يستوقفنا لتأشيرة ونصل الى مانريد تعالو معي احبتي القراء على بساط الريح رافقونا بلا تأشيرة ولاحرس حدود لنصل ونتنقل من سوريا الى طهران الى موسكو ورومانيا لنتعرف على المرأة الحديدية التي ينعم بأدبها وبحوثها وفلسفتها الكثير اقول حديدية لصمودها امام جلطة اصابتها في القلب على اثر سماعها خبر أغتيال والدتها وبنتها وزوجها ولم يتوقف إبداعها وتتكلم خمسة عشر لغة اضافة الى العربية تعالو ننطلق من مدينة سومر واكد من مدينة ابراهيم الخليل عليه السلام مدينة أول حرف سومري علم البشرية الكتابة لنحط رحالنا عند إمرأة الصمود ونتعرف عليها عن قرب ونبدا حوارنا معها ...

صبري السعدي_

 من هي إمرأة الصمود؟

الدكتورة شهلاء عبدالكريم الكاظمي_

  إسمها شهلاء عبد الكريم عزيز عواد الكاظمي ولدت في الجمهورية العربية السورية في عام .1983 متزوجة ولديها ثلاثة ابناء من أب عراقي الأصل ومن أم أيرانية تحصيلها الدراسي دكتوراه فيزياء العمل الحالي ,استاذة بجامعة طهران ومحاضرة في جامعة" ياش" في رومانيا  واستاذة بجامعة موسكو تتحدث خمسة عشر لغة غير العربية فصيحة للسان فهي قاموس ومعجم عالمي ، مؤهلاتها الادبية كتابة الشعر،والقصة، والمقال السياسي والأدبي .

صبري السعدي_

كيف كانت البداية مع الشعر والفنون الأدبية الأخرى وبمن بدأت أديبتنا ؟

الدكتورة شهلاء عبدالكريم الكاظمي_,,,,

ج شاعرة وكاتبة ولدت من رحم المعانات وسفرة المهجر حيث الولادة في سورية خارج بلدي حين كان والدي معارض للنظام ولدت وانا احمل في طيات قلبي ألم ونزيف حلم كان ضائع  فوجد طريقة ومكانه بين طيات وأحلام عمري ورسم لي الحزن عباءة وخط لي الهموم و مسير اسير عليه  فكانت بدايتي هي بدايةرحلة عمر ما كان وما قدر له ان يكون سعيدا حيث امتزاج الشعر والعلم والدراسة  المواصلة وكتابة الادب بكل حروفه والاتجاهات الاخرى وجدت لها ظالة في حياتي  

صبري السعدي_

اغلب الادباء هناك تأثير للبيئة والأهل أو أساتذتهم والأصدقاء في تشجيعهم والمساعدة بصقل موهبتهم .هل كان لاديبتنا نوع من هذا التأثير؟

 الدكتورة شهلاء الكاظمي_  ج,,كتب الشعر من الصغر حيث العمر ثمان سنوات وكانت اول قصيدة كتبتها هي غربة فيها كان الشوق عندي مغروس في كل جوانحي  لاني كنت اسمع عن العراق كان والدي يحدثني عن الكاظمية  وعن ذكرياته  وعن ايام شبابه وكفاحه فأزداد  الشوق عندي للعراق  وبدأت اكتب قصائدي فوجدت لها طريق في حياتي حيث اخذت طابع الاشتياق والحزن والرثاء

 

صبري السعدي_

كيف اطلق عليك لقب (زهرة الجامعة)ولماذا؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_ كنت مريضة وكانت لدي إجازة عن التدريس في جامعغة طهران لمدة شهر بعدها عاودت العمل وفي يوم وصولي الى جامعة طهران كان في استقبالي رئيس الجامعة وجمع كبير من الطلبة وكنت أحمل باقة ورد فقال رئيس الجامعة ها قد وصلت زهرة الجامعة وهي تحمل الجمال والورد والزهور ومنها أطلق لقب زهرة الجامعة

 

صبري السعدي_

لوتركنا لك الاختيار بماذا تتحفينا والقارئ الكريم بواحدة من قصائدك؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_

 

قد أكلتني أحزانا وأقدارا

 قد عفتُ أكلي وعفت البيت والدارا

 نظارتي من هذا الحزن شاهدة

لعلها حملت إليك أخبارا

آهٌ ويا أسفي عليك يا كبدي

 أبكيك حين أرى الأبناء قصّارا

 أبكيك من فرقةٍ أبكيك من ألمٍ

 أبكي عليك دماً أبكيك أشعارا

 لقد غدت بعدك الحياة تافهة

 وكل شيءٍ من الأفراح قد طارا

ذكرْتُ كل يوم كان يجمعنا

وكل تقبيلٍ بالخد قد دارا

 ذكرت صوتا يناديني ويذكرني

شهلاء أنت الهوى في القلب قد صارا

 ذكرتُ كل عناقٍ كان يلثمنا

 ذكرتُ طيبي وبستاني وخنصاري

 

صبري السعدي_

انت دكتورة في الفيزياء هل اخذ تخصصك الاكاديمي من وقت ابداعك ؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_   كلا لأني اعشق الكتابة والشعر وقد كتبت من سن مبكر حيث كنت ادرس واكتب  حتى عندما كنت طالبة أنا اكتب الشعر والقصة والرواية ودائما كنت أقراء لوالدتي ووالدي فهم شعراء كبار والدي ووالدتي ولن يؤثر على دراستي الاكاديمية

 

صبري السعدي_

حدثينا باختصار عن دخولك في مهنة الاعلام والنشاطات في هذا المجال؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_  وأنا ادرس واحضر الى الدكتوراه في الفيزياء أكتشف  احد الأستاذة موهبتي في فن الخطابة ومنها قدمت الى العمل في إذاعة طهران قسم اللغة العربية وبدات أقدم برنامج سياسي وكان أول برنامج قدمته هو سياسة الشعوب الضطهدة من تأليفي وتقديمي وأستمريت الى ان أكملت دراستي وألتحقت بالتدرس في الجامعة

 

صبري السعدي_

لنتعرف على منجزك الابداعي بمؤلفاتك المطبوعة والمخطوطة وتنتظر الطبع؟

 الدكتورة شهلاء الكاظمي_

مؤلفاتي كثيرة منها 17 ديوان شعر مطبعه جميعها طبعت في عدة دول منها لبنان وطهران ولندن وموسكو حيث مقر اقامتي في موسكو كوني ادرس بجامعة موسكو وأربعة كتب أدبية عن الشعر والأدب العربي والعالمي وعن ملحمة شكسبير وكتاب عند وستوفسكي  أسمه بين الحقيقة والخيال ضاعت الوردة البيضاء نسبة الى روايته الوردة البيضاء وأخر كتاب لي كان بعنوان فلسفة الموت كتاب تناولت فيه حياة الانسان بعد موته وكيف هو وأين يكون لقد صورت الموت فيه بدقة عالية نظرا الى ما جاء به كتاب الله من الموت وحق الممات للإنسان ولجميع مخلوقات الله

 

صبري السعدي_

تجيدي خمسة عشر لغة اضا فة للعربية هل كتبتي او ترجمت اعمالك للغات الاخرى غير العربية؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_

ج.نعم سرت على خطى والدي ووالدتي  فكانت والدتي شاعرة من طراز خاص تكتب في كل بحور الشعر كانت مفكرة  كبيرة ولها الكتير من القصائد الشعرية تعلمت من والدي حب الناس ومن امي رحمها الله العمل وخدمة الناس وامي هي اول من شجعني حين قرأءت لي قصيدتي الأولى القراءة باستمرار وكتبت بجميع اللغات نعم وقد ترجمت جميع قصائدي الى عدة لغات

 (ملكة الشجن الحزين )حدثينا كيف جاء هذا اللقب للدكتورة شهلاء؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_  كتبت ألف و مئة قصيدة وجميع قصائدي يطغى عليها طابع الحزن حيث كتبت الرثاء فكانت جميع قصائدي تحمل طابع الحزن وهي تعتبر رثاء الى أهلي الذين قضوا اغتيال في العراق

 

 

صبري السعدي_

هل اضافة لك الحوزة العلمية اشياء في مسيرتك ان كانت في ابداعك او قوتك وصبرك وصمودك بما صادفك من صدمات في الحياة؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_ نعم وألف نعم حيث حصلت على ماجستير في الفقه تعلمت أصول الدين وفن الخطابة وكانت من اهم محطاتي الدراسية حيث الدين والمحبة لله تعلمت حب الناس من خلال دين الإسلام تعلمت أن اتعامل مع جميع الأديان بالانسانية وأن احترم جميع الأديان وأن أكون تلك المرأة التي احبت الله فزادها حبا وعلما والحمد لله ربي

 

 

صبري السعدي_

المرأة الحديدية ..هو لقب في الاغلب يستخدم لوصف رئيسات الحكومات في مختلف انحاء العالم وهو مصطلح للمرأة القوية كمارجريت ثاتشر وانديرا غاندي وانجيلا ميركل والين جونسون سيرليف ومادام هو للمرأة القوية ومن خلال متابعتي لمسيرتك وانجازاتك وصمودك بأحلك الظروف وحتى في فراش المرض لم تتوقف نشاطاتك هل توافقي لو اطلقته عليك؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_ نعم عانيت الكثير من ألام بعد اغتيال والدتي وبنتي وزوجي وكنت صابرة وقوية ولن أنحني الى منعطفات الدهر كنت قوية جدأ وأقابل جميع الصعاب بعقل وصبر وتأني

 

صبري السعدي_

صفي لنا دكتورة شهلاء بكلمات؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_

اقترح ان يكون هذا الجواب...

لاتعرف الانكسارات والخيبات والكوارث تقف على قدم وساق في اشد الصعوبات تضع بصمتها في عصر السرعة، في عصر الفورة الرقمية، في عصر وسائل التواصل الاجتماعية، تحاول أن تهدم، وتهزم الحزن الذي يسايرها أيمنا ذهبت انها قوية جدا في فراش المرض وتتواصل مع اصدقائها شغوفة جدا مع عملها مخلصه لكل حرف ينشر في مجلتها الرائدة التي جعلت منها أصداء في وطن العربي تحلق في النجومية قمرا دائما هي مؤسسة للعلم والطموح فانيه حياتها في عملها الدؤوب.

صبري السعدي_

ايضا نترك لك الخيار لتقدمي لنا قصيدة من دواوينك؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_

سأجعل نهر الفرات يبكي 

 

يا مزن أوقف عن العينين دمعهما

فالنار لم أكتوي منها كجمر الحزن

بالله صبراً أيا شوقاً يهد بناءي

فدمعي نبع لا يجف من الشجن

ياغيمة الحزن قولي لِبَرْقَ لا يضرب

فعاصف الشوق مبتور الوجن

يجتثه الحزن بعد الأم والابنه

ما حيلة اليد حين تخذلها البنان

ما خطه قلمي تمحوه أحزاني

وترسم في صفحاته ألم السجين

قد خط بالدم رمزٌ في خرائطنا

فلا تلوموا عيوني مزنها حزين

لحافها النار والعينين مسكنها

والقهر في أضلعي لا يستكين

يا أمي العظمى التي خضعت لها

كل العواتي والرواسي لا مفر

من حزننا الدامي على أبناءنا

مليحة الخد ملائكي صوتها

لكن غدر العبيد يجتث خمائلها

فعطريها بريح المسك وابتهجي

قدنال من طالت يداه عليهما

فالله قد قال في القرآن ذاك حياه

تلوت للحزن آيات أحزاني التي

شَرِبَتْ دمي وعاشت في ضلوعي

فبكت لحزني أضلعي وسقته من

دمعي ،كيف لا وهي الينابيع التي

كادت تخر لها المدامع والمسامع

والأنوف الشم في الزمن الدني

والله لو حُرِكَتْ نحو الفرات لقال

هذي دموعٌ ونارٌ تأتي تجفف منبعي

فجف ذا النبع والعينين باقية

على الخد مدرار ما هدأت كلا

ولا سكنت، عيناي بحر الأسى

والشط مرسى كأجفاني الجريحة

ربان قاربنا هلّا وقفت بنا قليلاً

لننظر من منافذ القهر الكئيب

يا عابر الشط والعيني هاطلة

قف  لا تبعثر  رمال الحزن

إن البقاء بِهَا له لونٌ ورائحة

تذكي القلوب التي باتت عليلة

د.م. شهلاء الكاظمي

 

 

صبري السعدي_

هل من كلمة اخيرة تحب ان تقولها مبدعتنا لأهل الابداع والمؤسسات الراعية لهم؟

الدكتورة شهلاء الكاظمي_

ج.نصيحتي لهم بأن يستمروا بقرائة الشعراء كتاريخ  لان كل شاعر له قصة مع قصائده  وحياته فالحياة مليئة بكل بالافراح والاحزان وما من شاعر كتب شعرا ألا وكانت له قصة اما حزينة او سعيدة او تجربة هجر او حب او رثاء فهذا هو ديدن الشعراء الكبار .في الوطن العربي لو  كل دولة احتضنت الشعراء والمثقفين وكتاب القصة وجعلت منهم القدوة في الحياة لكان العرب أول الامم التي تعانق بثقافتها السماء أرجع الى الغرب شعراء وعلماء رحلوا منذ قرون والى الان هم يهتدون بهم ويجعلون منهم القدوة في مسير حياتهم لذا تجد كتير من الامم  نشرت ثقافتها اسرع من الريح والسبب عدم التفريط بلعماء وشعراء وادباء كانوا ليدهم من الحاضر والماضي .اما احب الى قلبي هي كل قصائدي لاني حين اكتب القصيدة اكتبها وانا كلي معها فكل جوانحي واحاسيسي  تكمن في كل قصيدة اكتها واميل الى طابع الحزن حتى اطلقوا اسم ملكة الشجن الحزين لي .

 

صبري السعدي_

وفي نهاية هذا الحوارلايسعنا الا ان نتقدم بالشكر والامتنان الى الاديبة الدكتورة شهلاء عبدالكريم الكاظمي ونتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم ان شاء الله..